(3) خواطر رمضانية قرآنية

15-05-2021

3422 görüntülenme

د.محمد صفر

خواطر رمضانية قرآنية

الخاطرة الأولى . وقفات مع آيات من الجزء الأول

• فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ..

استوقفتني الآية .. لأن هناك نظرية داروين في كون أصل الإنسان من القرد ، وجال في خاطري أفكار عدة حول لماذا اختار الله مسخهم قردا دون سائر الحيوانات .. هل لوجود شبه وصلة بين القرد والإنسان فكان ذلك المسخ أسهل وأدعى للتوافق بين هذين المخلوقين .. خصوصا وأن في بعض الروايات حديث أن أهل القرية لم يعرفوا أولئك الذين مسخوا إلا من خلال عيونهم .. والروايات تتحدث عن أنهم ماتوا بعد 3 ايام من المسخ فهذا الرأي الاخير رفع عني مشقة هل كان لهم نسل من القرود الممسوخين ..

ولكني أعجبت برأي بعض المفسرين كقول مجاهد الذي يرى أن المسخ لم يكن حقيقا بل المقصود ان الله أذلهم كالقردة فكانوا صاغرين وموضع السخرية من البشر ومبعدين من الخير ، وهو رواية عن بن عباس أيضا وقتادة والربيع . وهو ما أميل إليه ..

• وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم ..

أكثر المفسرين على أنهم أشربوا حب العجل .. قد يكون المقصود العجل الذي عبدوه . أو العجل بشكل عام .. كما يحب الهندوس مثلا البقر ويعبدوه .. لكني تذكرت نقاشا جرى بيني وبين بعض المفكرين حول ارتباط بعض الشعوب بأنواع من اللحوم او المأكولات فمثلا اليهود بحب البصل . والاتراك والمصريين بحب العجل .. فهل أصابهم شيء من أمراض بني إسرائيل ؟؟

• يتلونه حق تلاوته ..

الأصل أن تكون التلاوة الصحيحة المدخل الأمثل لفهم القرآن . إذ لا يمكن فهم القرآن دون حسن قراءته وضبط حروفه . وحسن التلاوة دليل على إدراك القارئ في كيفية نطق الكلمة وفق لغة العرب ولسانها . والقران نزل بلسان عربي . ولا يمكن فهمه إلا من خلال فهم اللغة العربية ..

لكن أغرب تفسير لهذه الآية هو قول قتادة وبن جرير أن المقصود بالآية ( اليهود والنصارى ) وهذا غريب وإن كان له معنى عميق جميل .. الغريب فيه كيف لليهود والنصارى أن يتقنوا تلاوة القرآن وهم ليسوا بعرب وليسوا بمن يحرصون على سماعه وتلاوته من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلا إذا كان المقصود تلاوتهم لكتبهم المنزلة عليهم دون القرآن . والمعنى العميق أن مجرد التلاوة دون إعمال العقل والفكر لتدبر القرآن والإنصات لآياته بقلب حاضر . لا يكفي للإيمان بهدايات القرآن كما هو حال اليهود والنصارى يحسنون تلاوته لكن ذلك لا ينفعهم لا في الإيمان ولا في الاسترشاد بهدايات القرآن العظيم

• وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا ..

هذه الآية فيها إشارة واضحة إلى أن كلمة ( الملة الإبراهيمية ) التي برزت في الآونة الأخيرة واستخدمتها بعض الدول .. أنها مصطلح قرآني . ولا تحتاج إلى شرح كثير من أصحاب مشروع الملة الابراهيمية المعاصرة بل القرآن سبقهم ووضح معالم هذا المصطلح ( لا يهودي ولا نصراني ، ولم يك مشركا ، حنيفا مسلما ) الآيات التالية وضحت المعنى بشكل أكبر ( أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله )

د.محمد صفر

رمضان ١٤٤٢ تركيا