وجاء رمضان
05-04-2021
3819 görüntülenme
حسين الموسى
وجاء رمضان
ها قد أقبل رمضان شهر الطّاعات والمبرّات، فما عساك فاعل فيه؟
كثير ما كان ينبّهنا علماؤنا إلى هذا الدّعاء (اللّهم بلّغنا رمضان وبارك لنا فيه) وكانوا حريصين على الشِّق الثّاني من الدّعاء، فما لم تُوفّق إلى العمل ويُبارك لك في رمضان فلا فائدة من بلوغه. فهذا المراد وإليه السّعي.
لن أكتب عن فضائل رمضان وأحكامه ومواعظه مما اعتاده النّاس، فقراءة كُتيّب في أحكام الصّيام ومواعظه يكفيك ذلك. ولكن سأكتب، لماذا رمضان هذا دون غيره، وما يمّيزه؟
-
لآنه رمضان أدركته وستعيشه وتشهده، فما مضى فات بخيره وشره، فأنت الآن أمام فرصة ذهبيّة ومنحة ربّانيّة جليلة، قد لا يُقدّر لك أن تعشها ثانية، فهو صفقة مربحة تنتظر منك انفاذها.
-
رمضان هذا سُبق بموت عظيم، ووباء عام حصد الأرواح، فهو (رمضان كورونا) الحال والواقع أبلغ واعظ وناصح فيه، رمضان هذا سيكون بلا لمَّات وتَجمُّعات للإفطار، بلا ولائم ودعوات، بل قد يهاجمك الخطر في عبادتك، فكأنك بالناس وقد مُنعوا صلاة التراويح، أو حجروا عن الجُمَع، وما خبر البيت الحرام عنا ببعيد، فقد خُفّضت في أعداد المُصلِّين والطائفين، و قُصرت فيه صلاة التّراويح إلى عشر ركعات.
-
رمضان هذا بلا مشتّتات ومشغِلات، بدون عمل شاغل وبدون دعوات الأهل وولائم الجيران، وبلا موسم التّجارة وجني الأموال، فكورونا حجَّر واسعًا، كلّ هذه الملهيات كنّا نتعلّل بها عندما نُسأل عن عبادتنا في رمضان، فلا وقت، والأشغال كثيرة، وموسم التّجارة لا ينتظر وغيرها... ولكنّ رمضان هذه السّنة أجلسنا في بيوتنا، فنحن ورمضان ونحن وأنفسنا، لا شيء نتعلّل به لتبرير تقصيرنا، فهو أشبه ما يكون بالخلوة، وكأنّ رمضان هذا مختبر لنا جميعًا، في إثبات دعوى أنّ الشواغل كثيرة، فها قد زالت الشّواغل، فأين العمل؟
-
الوباء والمرض، الكوارث و الحروب، الخذلان والجوع، كلها تخبرنا بأنها محرّكات ومنمِّيات للرّحمة في النّفس، ويجئ رمضان لزيد نماء هذه الرّحمة، بالجوع الّذي تشترك فيه النّفوس جميعًا، فالبطن هي العقل الواقعيّ لكلّ البشر، ليقول لنا إنّ حياتكم الحقيقة ليست التي تعيشونها، إنّما هي حياة وراء هذه الحياة لا فيها.
-
رمضان هذا مع ما يعاصره من المحن يخبرنا بلسان حاله، إيّاكم أن تتركوا تزكية أنفسكم بعد رحيلي، فلا تجعلوني لحظة سعادة تمضي أو قنطرة تُعبَر، فربّما هي فرصتكم الأخيرة، فأسباب الموت كثير، وزمانكم يمضي، فزكّوا أنفسكم بمنهج قويم، أين أنت الآن، وإلى أين تسير، وماذا تريد؟ فالله يقول: (قد أفلح من زكّاها)، وكأنّي به يشير إلينا بوصيّة المصطفى صلى الله عليه وسلم: (اللّهم إنّي أعوذ بك من الحَور بعد الكَور) إي النَّقص بعد التّمام، والتَّحوّل من الطّاعة إلى المعصية، ونحن نقول: اللّهم إنّا نعوذ بك من شوّال بعد رمضان.
اللّهم بلّغنا رمضان وبارك لنا فيه، ورزقنا فيه عملًا تَجبر به كسرنا وتَلمّ به شعثنا، وتُغيّر به حالنا إلى أحسن حال، وتُهذّب به نفوسنا وتُطهّر به قلوبنا.
YAZARLAR
Dr.Ali İmran BOSTANCIOĞLU
Beşeri Sermayeden Etkin İstifadeye Dair Devamı...
Bayram KARA
AMERİKA YAZILARI-3 MASKE-DİN-BİLİM Devamı...
Dr. Metanet OĞUZ
İNSAN, ÖZ DEĞERLERİNİ NASIL BELİRLEMELİ? Devamı...
حسين الموسى
وجاء رمضان Devamı...
Dr. Muhammad SAFAR د. محمد صفر
(3) خواطر رمضانية قرآنية Devamı...
Dr.Hasan Fehmi ÇİÇEK
İSRA VE MİRAC Devamı...
Prof.Dr.Abdullah KAHRAMAN
Covid-19 Aşısı Üzerinden Medeniyet ve Uygarlık Farkı Devamı...
Av. Mustafa KARAKAŞ
Anayasa Değişikliği, Yargı Tarafsızlığı Devamı...
شهم الدين بلاحورلو
اليوم العالم الاسلامي يقف علي حافة الهاوية Devamı...
Şahmettin BALAHORLU
ÜSKÜP (SKOPJE) / KUZEY MAKEDONYA Devamı...
Beytullah DEMİRCİOĞLU
Haydut Devlet İfadesi Devamı...
Muhammet BİNİCİ
BENİM AİLEM Devamı...
İdris ŞEKERCİ
28 ŞUBAT'IN SAHTE MAĞDURLARINI DA SAHTE KAHRAMANLARINI DA TANIYORUZ Devamı...
Mustafa KASADAR
Ar damarı çatlayanların alçaldıkça alçalmaları Devamı...
Dr.Zülkarneyn VARDAR
CENNET NEREDE? Devamı...
Tuğba GÜNEY
KAYGI VE TEVEKKÜL Devamı...
Arslan ATEŞ
ETE KEMİĞE HAPSOLMAK Devamı...
FOTO GALERİ
Time Alem © 2015 Yasal uyarı : Sitemizdeki tüm yazı, resim ve haberlerin her hakkı saklıdır. İzinsiz ve kaynak gösterilmeden kullanılması kesinlikle yasaktır.