سياط التأديب من الله للإنسان للعودة الى خالقه
22-04-2020
5525 görüntülenme
حسين الموسى
سياط التأديب من الله للإنسان للعودة الى خالقه
قال تعالى : ( حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
هذه الآية وغيرها من الآيات ضربها الله مثلا لزهرة الحياة الدنيا وفتنتها وزينتها، وسرعة انقضائها وفنائها وزوالها، وما أشبه اليوم بتشبيه الآية.
الله سبحانه أرسل الإنسان خليفة عنه في الأرض، وأمدّه بأدوات تعينه على تحقيق هذه الخلافة، ( العقل والحرية والإرادة) وهي الأدوات التي فاق بها الإنسان باقي المخلوقات، بل خضت له بها المخلوقات جميعا، هذه الأدوات ذاتها دفعت الملائكة للسؤال عندما أخبرهم الله أنه جاعل في الأرض خليفة عنه فقالت: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ).
عَلمتْ الملائكة أن هذه الأدوات إذا اجتمعت في مخلوق فإنّها تقوده الى التّكبُّر والتّجبُّر وسفك الدماء، ولكن الله يعلم ما لا تعلمه الملائكة، وهذا ما أجاب به الباري سبحانه.
ولا زال بني الإنسان عموما ـ بما يملكونه من هذه الأدوات ـ يؤكّدون صحة قول الملائكة، فالإنسان يمر كل فترة من الزمن ـ تقاس بعشرات أو مئات السنين ـ يمر بمرحلة من الكبر والتّجبُّر، والشعور بالعظمة، وأنه استولى على الأرض وأخذها من أركانها الأربع، وأن له أن يحيي ويميت فيها.
فيستشري الظلم الى مستو قد يكره أو يتعجب فيه الظالم من نفسه. فيأتي سوط الله ليؤدّب الأنسان، والسوط يختلف فتارة يكون أعاصير وتارة زلازل وتارة مرضا، واليوم أتى سياط الوباء مؤدبا ومذكرا الإنسان بنفسه وسر وجوده ومنبها له أن فوق كل ذي قوة قوي.
أنه ـ أي الإنسان ـ مخلوق ضعيف مهما بلغ من القوة والقدرة والذكاء، ومهما علا شأنه، و ألّا ينس وهو في أوج عظمته وقدرته وتطوره، وأَّخْذِه للأرض بقدرته أنَّ له خالقا عظيما، عليه الرجوع والعودة اليه، بمثل هذه المنبهات نجد الإنسان يعود أدراجه الى خالقه، نجده يلجأ الى ربه كل على حسب دينه.
فالمسلم يرجع تائبا منيبا مستغفرا، كذلك اليهود والنصارى وغيره من أديان الأرض، فمع العلاج يكون الدعاء و الإنابة، ومع السعي لإنقاد البشرية من العذاب كما اليوم، يكون التضرع الى المولى سبحانه، وفي خضم كل ذلك يظهر عجز الإنسان وضعفه، ليدل على أن الله سبحانه يقصم بالموت رقاب الجبابرة.
الناظر اليوم من حوله، يرى الموت في كل مكان، يرى الخوف والرعب، يرى هلع الإنسان وضعفه، ويرى تضرعه ودعائه، ألم نسمع من إيطاليا وإسبانيا قول وزرائهم ومسؤوليهم أنهم فعلوا كل ما يستطيعون لإيقاف الموت ولم يبق الى فعل الله، ألم نسمع من الرئيس الأمريكي دعوته لشعبه بالتضرع الى الله، والأمريكيون شعب متدين فنسبة 80% منهم متدينون، لا كما يفعلوا علمانيوا الشعوب المسلمة من دعوتهم للناس بالالتزام بالعلاج والأسباب المادية فقط، والتّهجُّم والسخرية ممن يدعوا للدعاء والإنابة والتوبة.
وقد عاينتُ ذلك بنفسي، حينما قال أحدهم أريد أن أدرس الشريعة بعد أن أنهي دراسة الطب لحبِّي هذ العلم، فأجابه علماني ـ وكأنه سمع أمرا جللا ـ قال ساخرا: وما تفعل بعلم الشريعة، هل سَتُحدِثُ لكل مرض دعاءً خاصا به !؟
إذا هي سياط التأديب من الله للإنسان للعودة الى خالقه، ولتذكيره بنفسه، ومهمته وهي خلافة الله في الأرض، والتي تعني الإصلاح لا الخراب، وترك الفساد لا زرعه وبثّه، فحتى الحيوانات تنفست الصعداء وكأنها فرحت بهذا الوباء، الذي كَبَح جِمَاح ولَهْثَ الإنسان خلف نَزَواتِه ورغباته مُدِّمرا كل شيء حوله، فبتنا نرى حيوانات تطوف الشوارع وتقترب من المدن، وكأنها استغربت توقف الإنسان عن التدمير والتخريب الذين اعتادتهما منه.
YAZARLAR
Dr.Ali İmran BOSTANCIOĞLU
Beşeri Sermayeden Etkin İstifadeye Dair Devamı...
Muhammet BİNİCİ
BENİM AİLEM Devamı...
Prof.Dr.Abdullah KAHRAMAN
Covid-19 Aşısı Üzerinden Medeniyet ve Uygarlık Farkı Devamı...
Mustafa KASADAR
Ar damarı çatlayanların alçaldıkça alçalmaları Devamı...
Av. Mustafa KARAKAŞ
Anayasa Değişikliği, Yargı Tarafsızlığı Devamı...
Dr.Zülkarneyn VARDAR
CENNET NEREDE? Devamı...
شهم الدين بلاحورلو
اليوم العالم الاسلامي يقف علي حافة الهاوية Devamı...
Dr.Hasan Fehmi ÇİÇEK
İSRA VE MİRAC Devamı...
Arslan ATEŞ
ETE KEMİĞE HAPSOLMAK Devamı...
حسين الموسى
وجاء رمضان Devamı...
Beytullah DEMİRCİOĞLU
Haydut Devlet İfadesi Devamı...
Şahmettin BALAHORLU
ÜSKÜP (SKOPJE) / KUZEY MAKEDONYA Devamı...
İdris ŞEKERCİ
28 ŞUBAT'IN SAHTE MAĞDURLARINI DA SAHTE KAHRAMANLARINI DA TANIYORUZ Devamı...
Bayram KARA
AMERİKA YAZILARI-3 MASKE-DİN-BİLİM Devamı...
Dr. Muhammad SAFAR د. محمد صفر
(3) خواطر رمضانية قرآنية Devamı...
Tuğba GÜNEY
KAYGI VE TEVEKKÜL Devamı...
Dr. Metanet OĞUZ
İNSAN, ÖZ DEĞERLERİNİ NASIL BELİRLEMELİ? Devamı...
FOTO GALERİ
Time Alem © 2015 Yasal uyarı : Sitemizdeki tüm yazı, resim ve haberlerin her hakkı saklıdır. İzinsiz ve kaynak gösterilmeden kullanılması kesinlikle yasaktır.